تعز .. المقاومة التي تشكو من انعدام العتاد العسكري .. فمن أين يأتي العتاد العسكري الذي يظهر في الصراعات الداخلية..؟
يمنات
معاذ منصر
تخضع تعز لحروب متعددة. لم يعد النزاع بين طرفين اثنين، تعددت الأطراف فيها، و يوماً بعد آخر تتسع رقعة الصراعات الداخلية في صف “المقاومة”، و تظهر إلى السطح بشكل أو بآخر.
اليوم، و في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي عن معركة تحرير أطلقت عليها “الرمح الذهبي”، تنشغل بعض أطراف الحرب في مصالحها والصراع في إطار هذه المصالح، حيث تأخذ الحرب شكلاً كلامياً وتعبيرات عن مواقف، و في لحظة تمتد لتأخذ شكلاً من العنف والمواجهة بالسلاح الخفيف والثقيل.
الأسبوع الماضي، كان بإمكان جماعة مسلحة تابعة لجماعة “أبو العباس”، و جماعة مسلحة أخرى بقيادة غزوان المخلافي، أن تحول شارع جمال و سوق “ديلوكس” إلى مسرح للمواجهة بالرصاص وبالسلاح الثقيل، وذلك على خلفية عائدات السوق، والجباية التي يعمل عليها غزوان المخلافي منذ زمن.
و على إثر هذه المواجهة قتل من قتل، وأصيب من أصيب، والمشكلة لا تزال مفتوحة على تطورات قادمة، خصوصاً بعد أن عجزت الجهات الأمنية عن احتواء الموقف.
المعلومات الأخيرة التي كانت قد أفادت بالقبض على غزوان المخلافي من قبل “كتائب أبو العباس”، و تسليمه للجهات الأمنية، غير صحيحة، في ظل حديث أطراف في “المقاومة” عن أن غزوان المخلافي يتبع رئيس المجلس العسكري، العميد صادق علي سرحان، و أن هذا الأخير رفض تسليم الرجل إلى الجهات الأمنية.
“العربي” تواصل مع العميد سرحان، وطرح عليه الاتهامات الموجهة إليه، وعما إذا كانت له علاقة مباشرة بما جرى، واستفساره عن مصير غزوان المخلافي الآن.
سرحان، و في رده على الاتهامات الموجهة إليه، قال: “ليس لي أي علاقة بما حدث في ديلوكس، لا من قريب ولا من بعيد، وما جرى هي قضية بلطجة ونهب وظلم فوق الناس ندينه ونستنكره وبشدة”.
و عن مصير غزوان، قال سرحان: “أنا كنت مكلف من قبل قيادة المحور في إيصال غزوان إلى إدارة الأمن، وفعلاً عملت جاهداً على البحث عنه، وإقناعه بالوصول إلي، وبعد جهد كبير اقتنع بأن يأتي، وحضر مع مسلحين ومرافقين له، وكنت أقنعته وأقنعت المرافقين بالوصول إلى إدارة الأمن، ونحن واقفون ونستعد للتحرك، وصل عدد من الأطقم العسكرية بقيادة نائب مدير الأمن، وتبادلوا الحديث، مما أدى إلى رفضه ورفض أصحابه للوصول”.
من خلال حديث سرحان، يتضح أن مشادات كلامية بين غزوان المخلافي وقوات نائب مدير الأمن هي التي حالت دون وصول غزوان إلى إدارة الأمن وبقاء الخلاف متطوراً بين الطرفين.
ومن خلال القوة العسكرية التي ظهرت في هذه المواجهات، والسلاح الذي ظهر إلى السطح، بما في ذلك حجم الذخائر الحية، وضع بعض أطراف “المقاومة” محل مساءلة من قبل الرأي العام ومن قبل الشارع: “إذا كنتم تتحدثون عن عدم وجود سلاح ورصاص في الدفاع عن تعز، فكيف يفهم ظهورها في صراعاتكم الداخلية؟ يعني إنكم تحتفظون بسلاح وذخيرة لاستخدامها في صراعات بينية!”
طرحنا هذا التساؤل على العميد سرحان، وبدوره نفى احتفاظ أي طرف من أطراف “المقاومة” بسلاح وعدم استخدامه في “الدفاع عن تعز”، وقال: “إنه كلام غير صحيح”.
بقاء هذه الحادثة بعيدة عن الجهات الأمنية وعن احتوائها لها يجعل تعز في مهب سلسلة تطورات أخرى قادمة، بل يجعلها رهينة تطور وتفاقم، ما يعني أن المدينة تحت رحمة أطراف تتصارع على مصالحها أولاً، وتعطي هذا الجانب أهمية أكبر من أهمية الدفاع عن المدينة وعن القضية الأساسية وهي قضية التحرير.
من خلال حديثنا إلى بعض الأطراف المعنية في تعز يتضح أيضاً أن هناك أطرافاً صغيرة وأخرى كبيرة صارت تمتلك السلاح والأطقم، وصار بإمكانها أن ترفض الأمن وتخوض مواجهات معه بالسلاح، وهو الأمر الذي يهدد كيان تعز مستقبلاً.
وفيما يتعلق بتطورات المدينة، وعن عملية “الرمح الذهبي”، تحدث سرحان عن بعض التطورات التي قال إنها “مهمة على طريق التحرير”، مشيراً إلى أن هذه العملية يجب أن تتواصل لتشمل تعز “وليس إلى الحديدة كما يشاع، ويجري الحديث عنها في بعض وسائل الاعلام”.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا